بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---------------------
في إحدى الليالي جلست سيدة في المطار لعدة ساعات في انتظار رحلة لها .
وأثناء فترة انتظارها ذهبت لشراء كتاب وكيس من الحلوى لتقضي بهما وقتها ,
فجأة وبينما هي متعمقة في القراءة أدركت أن هناك شابة صغيرة قد جلست بجانبها وأختطفت قطعة
من كيس الحلوى الذي كان موضوعا بينهما . قررت أن تتجاهلها في بداية الأمر,,
ولكنها شعرت بالإنزعاج عندما كانت تأكل الحلوى وتنظر في الساعة بينما كانت هذه الشابة
تشاركها في الأكل من الكيس أيضا . حينها بدأت بالغضب فعلا ثم فكرت في نفسها قائلة
" لو لم أكن امرأة متعلمة وجيدة الأخلاق لمنحت هذه المتجاسرة عينا سوداء في الحال "
وهكذا في كل مرة كانت تأكل قطعة من الحلوى كانت الشابة تأكل واحدة أيضا
وتستمر المحادثة المستنكرة بين أعينهما وهي متعجبة بما تفعلة ,,
ثم إن الفتاة وبهدوء وبابتسامة خفيفة قامت باختطاف آخر قطعة من الحلوى
وقسمتهاإلى نصفين فأعطت السيدة نصفا بينما أكلت هي النصف الآخر.
أخذت السيدة القطعة بسرعة وفكرت قائلة " يالها من وقحة كما أنها غير مؤدبة حتى أنها لم تشكرني ".
بعد ذلك بلحظات سمعت الاعلان عن حلول موعد الرحلة فجمعت أمتعتها وذهبت الى بوابة صعود الطائرة
دون أن تلتفت وراءها الى المكان الذي تجلس فيه تلك السارقة الوقحة .
وبعدما صعدت الى الطائرة ونعمت بجلسة جميلة هادئة أرادت وضع كتابها الذي قاربت على إنهائه في الحقيبة ,
وهنا صعقت بالكامل حيث وجدت كيس الحلوى الذي اشترته موجودا في تلك الحقيبة بدأت تفكر
" ياإلهي لقد كان كيس الحلوى ذاك ملكا للشابة وقد جعلتني أشاركها به",
حينها أدركت وهي متألمة بأنها هي التي كانت وقحة , غير مؤدبة , وسارقة أيضا.
------------------------------------------
---------------------
كلما نبض قلبك وفاضت مشاعرك نزف حبر قلمك ؛ وليس الإبداع في طرح
المواضيع الجذابة فقط لاوربي .. فهناك مبدعون آخرون يتقنون ويتميزون ويمتلكون
مهارة فائقة في الردود الجيدة ولهم أجر عظيم من رب كريم وبفضل الله ثم قلمك
وردودك الجيدة ؛
- تفتح به فكراً ..
- تضيئ به شمعة أمل لقلب حزين .
- تعلم به خلقاً من أخلاق حبيبنا ونبينا محمد عليه السلام .
- تمسح به دمعة حرقت مقلة مسلم أو مسلمة .
- ترسم به بسمة على شفاه أضناها الألم ....
بعض اللمسات البسيطة جداً تجعلك مبدعاً في ردودك
{ أولاً }
أجعل نيتك صادقة وخالصة في ردودك وفي تعاملك لله جل شأنه ؛ وهذا بحد ذاته
يعتبر من أسرار الجاذبية في ردودك ؛ والصدق واضح جلي بهاوحثنا عليه ديننا الحنيف
قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم :-
( إن الصدق يهدي للبر ؛ وإن البر يهدي للجنة؛}
{ ثانياً }
إحذر من الغلو والمبالغه في ردودك سواء في المدح أو الذم أو القدح أو النقد .
وقل الحق والصدق الذي تراه في كل كلمة تخطها أناملك...وسيلقى القبول
بإذن لأنه خرج من قلب صادق ..
ومعنى والغلوّ: الإفراط ومجاوزة الحدّ،
وقيل الغلوّ: مجاوزة القدر في الظّلم
وحذرنا ربنا من الغلو في ديننا ..
قال الله تعالى :-
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ)
{ ثالثاً }
تعلم أن تحترم الجميع في ردودك حتى من يخالفك الرأي فلا تهمش تواجده
ونتذكر دائماً " اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضيه "
{ رابعاً }
حاول الإتقان والتغير في نوعية الردود ؛ وأحرص على التجديد ؛ مرة شكر وإمتنان ؛
ومرة دعاء رائعاً ؛ ومرة التعمق في الموضوع ومناقشته ؛ وأتقن ردك حتى يستفيد
غيرك منه..والإتقان من ديننا الحنيف ...
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
” إن اللّه يُحبُّ إذا عَمِلَ أحَدَكُم عملا أن يُتقِنَهُ ”
{ خامساً }
ونضع نصب أعيننا أن كل إنسان يخطئ من جهله بالشيئ وهذا وارد ولكن العبرة من
التعلم من الخطأ الذي وقعت به ومن أخطاء الآخرين أيضاً.ولاتنظر لأخطاء الآخرين بعين
الناقد الحاقد واجعل العفو عمن أخطأ عليك بجهله للأمر سمة من سماتك
فسيزيدك هذا عزاً ؛؛
قال صلى الله عليه وآله وسلم :-
( مازاد الله عبداً بعفو إلا عزاً )
فمن الطبيعي أنك سوف تخطىء يوما ..!!..
{ سادساً }
لاتبحث للظهور من خلال الرد المحضور ؛وهذا من منطلق خالف تعرف ..!!فكر وفكر وتأمل ماطرح قبل الرد عليه ينمحك التفكير المقدرة على صياغة الرد
المناسب الذي سيحضى بالقبول والإحترام من الجميع ..؛
{سابعاً }
حاول التعبير عن رأيك والدفاع عن حقوقك ومبادئك بصوت مسموع ولكن لاتنسى أن
تضع مساحة من الإحترام ؛؛ وإن دعتك الحاجة إلى الحرية المطلقة في ردودك فاجعل
حريتك نابعة من شرع الله { ماقال الله ورسوله ...}
قال صلى الله عليه وآله وسلم :-
( من رغب عن سنتي فليس مني )
واقبل الحق مهما كان لأن هذه هي الفارقة بين الشخص الناضج والغير ناضج ..
{ ثامناً }
التكبر والتعالي هذا ليس دليلاً واضح على قناعتك لماتكتب بل هو دليل
وتعبير واضح جلي على ضعف ذاتك .
قال صلى الله عليه وآله وسلم :-
{ لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر}
{ تاسعاً }
كذلك التهجم والإندفاع القوي الغاضب يرسم صورة واضحة عنك في اذهان الآخرين
بأنك متخوف من ماتعتقد به فا حذر هذه الصفات ...
وخذالأمور بتروي وهدوء وحلم فإن صفة الحلم والتروى تعطيك أجر الصائم والقائم ..!!
قال صلى الله عليه وآله وسلم :-
( إن العبد ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم )
{ عاشراً }
من المتأكد منه أنك ستواجه من يخالفك الرأي والتفكير وطريقة
الأسلوب ويناقضك في بعض الأمور ؛ في ذلك الوقت تستطيع إستخدام سلاح الإقناع
بوجهة نظرك بكل أدب وأخلاق عالية واحرص على أن يكون ردك بعد تفكير من عقلك
وليس متأثر بعواطفك ومشاعرك ..وعندما تذوب الكلمات وتقهر الآراء ؛؛ تظل الأخلاق
العالية والحميدة هي القوة التي لاتهزم ردودك ....
كما قال صلى الله عليه وآله وسلم :-
( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً )
سبحانك اللهم أشهد أن لاإله لاأنت ؛ أستغفرك وأتوب إليك ..
اللهم صلي على نبينا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ,,,